والثاني: أن الإعادة للجزاء، وذلك في الآخرة، لا في الدنيا.
ثم خوفهم عذاب الأمم قبلهم، فقال: (أهم خير) أي: أشد وأقوى (أم قوم تبع)؟!
أي: ليسوا خيرا منهم. روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أدري تبعا، نبي، أو غير نبي. وقالت عائشة: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا، ألا ترى أن الله تعالى ذم قومه ولم يذمه.
وقال وهب: أسلم تبع ولم يسلم قومه، فلذلك ذكر قومه ولم يذكر. وذكر بعض المفسرين أنه كان يعبد النار، فأسلم ودعا قومه - وهم حمير - إلى الإسلام، فكذبوه.
فأما تسميته ب " تبع " فقال أبو عبيدة: كل ملك من ملوك اليمن كان يسمى: تبعا، لأنه يتبع صاحبه، فموضع " تبع " في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام. وقال مقاتل: إنما سمي تبعا لكثرة أتباعه، واسمه: ملكيكرب. وإنما ذكر قوم تبع، لأنهم كانوا أقرب في الهلاك إلى كفار مكة من غيرهم. وما بعد هذا قد تقدم إلى قوله تعالى: (إن يوم الفصل) وهو يوم يفصل الله عز وجل بين العباد (ميقاتهم) أي: ميعادهم (أجمعين) يأتيه الأولون والآخرون.
(يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا) فيه قولان:
أحدهما: لا ينفع قريب قريبا، قاله مقاتل. وقال ابن قتبة: لا يغني ولي عن وليه بالقرابة أو غيرها.
والثاني: لا ينفع ابن عم ابن عمه، قاله أبو عبيدة.
(ولا هم ينصرون) أي، لا يمنعون من عذاب الله، (إلا من رحم الله) وهم المؤمنون، فإنه يشفع بعضهم في بعض.
إن شجرت الزقوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلى في البطون (45) كغلي الحميم (46) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) ذق إنك أنت العزيز الكريم (49) إن هذا ما كنتم به تمترون (50) إن المتقين في مقام أمين (51) في جنات وعيون (52) يلبسون من سندس وإستبرق