قوله تعالى: (أمين) أي: أمنوا فيه الغير والحوادث. وقد ذكرنا " الجنات " في البقرة وذكرنا معنى " العيون " ومعنى " متقابلين " في الحجر وذكرنا " السندس والإستبرق " في الكهف.
قوله تعالى: (كذلك) أي: الأمر كما وصفنا (وزوجناهم بحور عين) قال المفسرون:
المعنى: قرناهم بهن، وليس من عقد التزويج. قال أبو عبيدة: المعنى: جعلنا ذكور أهل الجنة أزواجا (بحور عين عين) من النساء، تقول للرجل: زوج هذه النعل الفرد بالنعل الفرد، أي: اجعلهما زوجا، والمعنى: جعلناهم اثنين اثنين. وقال يونس: العرب لا تقول: تزوج بها، إنما يقولون:
تزوجها. ومعنى (وزوجناهم بحور عين): قرناهم. وقال ابن قتيبة: يقال: زوجته امرأة، وزوجته بامرأة. وقال أبو علي الفارسي: والتنزيل على ما قال يونس، وهو قوله تعالى: (زوجناكها)، وما قال: زوجناك بها.
فأما الحور، فقال مجاهد: الحور: النساء النقيات البياض، وقال الفراء: الحوراء: البيضاء من الإبل، قال: وفي " الحور العين " لغتان: حور عين، وحير عين، وأنشد:
أزمان أو عيناء سرور المسير * وحوراء عيناء من العين الحير وقال أبو عبيدة: الحوراء: الشديدة بياض بياض العين، الشديدة سواد سوادها. وقد بينا معنى " العين " في الصافات.
قوله تعالى: (ويدعون فيها بكل فاكهة آمنين) فيه قولان:
أحدهما: آمنين من انقطاعها في بعض الأزمنة.
والثاني: آمنين من التخم والأسقام والآفات.
قوله تعالى: (إلا الموتة الأولى) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها بمعنى " سوى "، فتقدير الكلام: لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا، ومثله: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف)، وقوله:
(خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) أي: سوى ما شاء لهم ربك من الزيادة على مقدار الدنيا، هذا قول الفراء، والزجاج.