ذهب منه الذي استثناه الله. فأما نحن فإنما اخترنا ما اخترنا من التأويل طلب اتساق الكلام على نظام في المعنى، لا إنكار أن يكون الله تعالى ذكره قد كان أتى نبيه بعض ما نسخ من وحيه إليه وتنزيله.
القول في تأويل قوله تعالى: نأت بخير منها أو مثلها.
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: نأت بخير منها أو مثلها، فقال بعضهم بما:
1467 - حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: نأت بخير منها أو مثلها يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم. وقال آخرون بما:
1468 - حدثني به الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: نأت بخير منها أو مثلها يقول: آية فيها تخفيف، فيها رحمة، فيها أمر، فيها نهي.
وقال آخرون: نأت بخير من التي نسخناها، أو بخير من التي تركناها فلم ننسخها.
ذكر من قال ذلك:
1469 - حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي:
نأت بخير منها يقول: نأت بخير من التي نسخناها أو مثلها أو مثل التي تركناها. فالهاء والألف اللتان في قوله: منها عائدتان على هذه المقالة على الآية في قوله: ما ننسخ من آية والهاء والألف اللتان في قوله: أو مثلها عائدتان على الهاء والألف اللتين في قوله: أو ننسها. وقال آخرون بما:
1470 - حدثني به المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: كان عبيد بن عمير يقول: ننسها نرفعها من عندكم، نأت بمثلها أو خير منها.
1471 - حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: أو ننسها نرفعها نأت بخير منها أو بمثلها.
1472 - وحدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا بكر بن شوذب، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أصحاب ابن مسعود، مثله.
والصواب من القول في معنى ذلك عندنا: ما نبدل من حكم آية فنغيره أو نترك تبديله