بثوب ودينار وشاة ودرهم * فهل هو مرفوع بما ههنا رأس فأوليت هل لطلبها الاسم العماد.
القول في تأويل قوله تعالى: فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا.
يعني بقوله جل ثناؤه: فما جزاء من يفعل ذلك منكم فليس لمن قتل منكم قتيلا فكفر بقتله إياه بنقض عهد الله الذي حكم به عليه في التوراة، وأخرج منكم فريقا من ديارهم مظاهرا عليهم أعداءهم من أهل الشرك ظلما وعدوانا وخلافا لما أمره الله به في كتابه الذي أنزله إلى موسى، جزاء يعني بالجزاء: الثواب وهو العوض مما فعل من ذلك والأجر عليه، إلا خزي في الحياة الدنيا والخزي الذل والصغار، يقال منه: خزي الرجل يخزى خزيا. في الحياة الدنيا، يعني في عاجل الدنيا قبل الآخرة.
ثم اختلف في الخزي الذي أخزاهم الله بما سلف من معصيتهم إياه.
فقال بعضهم: ذلك هو حكم الله الذي أنزله إلى نبيه محمد (ص) من أخذ القاتل بمن قتل والقود به قصاصا، والانتقام للمظلوم من الظالم.
وقال آخرون: بل ذلك هو أخذ الجزية منهم ما أقاموا على دينهم ذلة لهم وصغارا.
وقال آخرون: بل ذلك الخزي الذي جوزوا به في الدنيا اخراج رسول الله (ص) النضير من ديارهم لأول الحشر، وقتل مقاتلة قريظة وسبي ذراريهم فكان ذلك خزيا في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
القول في تأويل قوله تعالى: ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب.
يعني بقوله: ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب: ويوم تقوم الساعة يرد من يفعل ذلك منكم بعد الخزي الذي يحل به في الدنيا جزاء على معصية الله إلى أشد العذاب الذي أعد الله لأعدائه.
وقد قال بعضهم: معنى ذلك: ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب من عذاب الدنيا. ولا معنى لقول قائل ذلك. ذلك بأن الله جل ثناؤه إنما أخبر أنهم يردون إلى أشد