وذلك أن العرب لا تكاد أن تتكلم بفعلي وأفعل إلا بالألف واللام أو بالإضافة، لا يقال:
جاءني أحسن حتى يقولوا الأحسن، ولا يقال أجمل حتى يقولوا الأجمل وذلك أن الأفعل والفعلي لا يكادان يوجدان صفة إلا لمعهود معروف، كما تقول: بل أخوك الأحسن، وبل أختك الحسنى، وغير جائز أن يقال: امرأة حسنى، ورجل أحسن.
وأما تأويل القول الحسن الذي أمر الله به الذين وصف أمرهم من بني إسرائيل في هذه الآية أن يقولوه للناس، فهو ما:
حدثنا به أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: وقولوا للناس حسنا أمرهم أيضا بعد هذا الخلق أن يقولوا للناس حسنا: أن يأمروا بلا إله إلا الله من لم يقلها ورغب عنها حتى يقولوها كما قالوها، فإن ذلك قربة من الله جل ثناؤه.
وقال الحسن أيضا: لين القول من الأدب الحسن الجميل، والخلق الكريم، وهو مما ارتضاه الله وأحبه.
حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: وقولوا للناس حسنا قال: قولوا للناس معروفا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج:
وقولوا للناس حسنا قال: صدقا في شأن محمد (ص).
وحدثت عن يزيد بن هارون، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول في قوله:
وقولوا للناس حسنا قال: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر.
حدثني هارون بن إدريس الأصم، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، قال: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سألت عطاء بن أبي رباح، عن قول الله جل ثناؤه: وقولوا للناس حسنا قال: من لقيت من الناس فقل له حسنا من القول. قال: وسألت أبا جعفر، فقال مثل ذلك.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا القاسم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن أبي جعفر وعطاء بن أبي رباح في قوله: وقولوا للناس حسنا قال: للناس كلهم.