وخلق جميع ما فيهما وما هم فيه من النعم هو المستحق عليهم الطاعة، والمستوجب منهم الشكر والعبادة دون الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع.
القول في تأويل قوله تعالى: وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم.
يعني بذلك أنه أنزل من السماء مطرا، فأخرج بذلك المطر مما أنبتوه في الأرض من زرعهم وغرسهم ثمرات رزقا لهم غذاء وأقواتا. فنبههم بذلك على قدرته وسلطانه، وذكرهم به آلاءه لديهم، وأنه هو الذي خلقهم وهو الذي يرزقهم ويكفلهم دون من جعلوه له ندا وعدلا من الأوثان والآلهة، ثم زجرهم عن أن يجعلوا له ندا مع علمهم بأن ذلك كما أخبرهم، وأنه لا ند له ولا عدل، ولا لهم نافع ولا ضار ولا خالق ولا رازق سواه.
القول في تأويل قوله تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا.
قال أبو جعفر: والأنداد، جمع ند، والند: العدل والمثل، كما قال حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بند * فشركما لخيركما الفداء يعني بقوله: ولست له بند: لست له بمثل ولا عدل. وكل شئ كان نظيرا لشئ وشبيها فهو له ند. كما:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة: فلا تجعلوا لله أندادا أي عدلاء.
وحدثني المثنى، قال: حدثني أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: فلا تجعلوا لله أندادا أي عدلاء.
وحدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي عن خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): فلا تجعلوا لله أندادا قال: أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله.