تأويل ذلك هذا الذي رزقنا من قب هذا في الدنيا. ذكر من قال ذلك:
426 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (هذا الذي رزقنا من قبل) قال: إنهم أتوا بالثمرة في الجنة، فلما نظروا إليها قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا.
427 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل: أي في الدنيا.
428 - وحدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم بن عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قالوا: (هذا الذي رزقنا من قبل) يقولون: ما أشبهه به.
* - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله.
429 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قالوا: (هذا الذي رزقنا من قبل) في الدنيا، قال: (وأتوا به متشابها) يعرفونه.
قال أبو جعفر: وقال آخرون: بل تأويل ذلك: هذا الذي رزقنا من ثمار الجنة من قبل هذا، لشدة مشابهة بعض ذلك في اللون والطعم بعضا. ومن علة قائل هذا القول أن ثمار الجنة كلما نزع منها شئ عاد مكانه آخر مثله. كما:
430 - حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت عمرو بن مرة يحدث عن أبي عبيدة، قال: نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها مثل القلال (1)، كلما نزعت منها ثمرة عادة مكانها أخرى. قالوا: فإنما اشتبهت عند أهل الجنة، لان التي عادت نظيره التي نزعت فأكلت في كل معانيها. قالوا: ولذلك قال الله جل ثناؤه: (وأتوا به متشابها) لاشتباه جميعه في كل معانيه.
وقال بعضهم: بل قالوا: (هذا الذي رزقنا من قبل) لمشابهته الذي قبله في اللون وإن خالفه في الطعم. ذكر من قال ذلك:
431 - حدثنا القاسم بن الحسين، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثنا شيخ