يسوق السحاب، على أنه لو كان فيه يمر لم يكن له صوت مسموع، فلم يكن هنالك رعب يرعب به أحد، لأنه قد قيل: إن مع كل قطرة من قطر المطر ملكا، فلا يعدو الملك الذي اسمه الرعد لو كان مع الصيب إذا لم يكن مسموعا صوته أن يكون كبعض تلك الملائكة التي تنزل مع القطر إلى الأرض في أن لا رعب على أحد بكونه فيه. فقد علم إذ كان الامر على ما وصفنا من قول ابن عباس إن معنى الآية: أو كمثل غيث تحدر من السماء فيه ظلمات وصوت ورعد، إن كان الرعد هو ما قاله ابن عباس، وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه على المراد في الكلام من ذكر صوته. وإن كان الرعد ما قاله أبو الجلد فلا شئ في قوله:
" فيه ظلمات ورعد " متروك، لان معنى الكلام حينئذ: فيه ظلمات ورعد الذي هو وما وصفنا صفته.
وأما البرق، فإن أهل العلم اختلفوا فيه، فقال بعضهم بما:
368 - حدثنا مطر بن محمد الضبي، قال: حدثنا أبو عاصم ح وحدثني محمد بن بشار بقال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي: قال:
حدثنا أبو أحمد الزبيري، قالوا جميعا: حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن علي قال: البرق: مخاريق (1) الملائكة.
369 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الملك بن الحسين، عن السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس: البرق مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحاب.
* - حدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا حماد، عن المغيرة بن سالم، عن أبيه أو غيره أن علي بن أبي طالب قال: الرعد: الملك، والبرق: ضربه السحاب بمخراق من حديد.
وقال آخرون: هو سوط من نور يزجر به الملك السحاب.
370 - حدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس بذلك.
وقال آخرون: هو ماء. ذكر من قال ذلك: