ويدل على ذلك ما روي عن علي والأئمة من ولده (عليهم السلام) في هذا الشأن، وذلك مثل:
1 - ما قاله الإمام علي (عليه السلام) في خطبة له: ألا إن مثل آل محمد كمثل نجوم السماء، إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع، وأراكم ما كنتم تأملون (1).
فلابد للناس إذا من أن يستضيئوا بنورهم ويهتدوا بهديهم، وقد أكد ذلك (عليه السلام) في خطبة له، فقال: بنا اهتديتم في الظلماء، وتسنمتم ذروة العلياء (2).
2 - ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله (3).
فيجب على كل من جهل التأويل أن يرجع إلى العالم به.
الثاني: أن المصنفين ربما يوردون في كتبهم كلاما مجملا ومطالب متشابهة، ليقف القارئ عندها ويتأمل في معناها وما أريد منها، ويجتهد في كشف مستورها، بحيث يكون رأيا لنفسه منها، ويبتعد عن التقليد الأعمى للآخرين. ونجد أن كثيرا من الكتب التي تطبع في هذه الأيام يثور حولها الجدل والنقاش، ويضطر كثيرون إلى البحث والتدقيق، والذي يؤدي إلى ظهور الحق وانكشاف الصواب.
فمن الممكن أن يكون من جملة الأهداف من إيراد المتشابه في القرآن هو حض الناس على البحث والتدقيق والتفكر والتأمل الذي يؤدي إلى ظهور الحق، والأخذ به عن حجة ودليل، لا عن تقليد أعمى واتباع ساذج.
ولعل ما عن السيد محمد باقر الحكيم من أن نوعا من المتشابه وهو الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم إنما ورد في القرآن الكريم بهذا الأسلوب كبعض المسائل الكونية وغيرها، لينطلق في تدبر حقيقتها واكتشاف