البيهقي (3 / 168).
ثم روى عن هشام بن عروة أن أباه عروة وسعيد بن المسيب وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة إذا جمعوا بين الصلاتين ولا ينكرون ذلك.
وعن موسى بن عقبة أن عمر بن عبد العزيز كان يجمع بين المغرب والعشاء الآخرة إذا كان المطر، وأن سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن ومشيخة ذلك الزمان كانوا يصلون معهم ولا ينكرون ذلك.
وإسنادهما صحيح، وذلك يدل على أن الجمع للمطر كان معهودا لديهم، ويؤيده حديث ابن عباس المتقدم قبل حديث: " من غير خوف ولا مطر " فإنه يشعر أن الجمع للمطر كان معروفا في عده صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لم يكن كذلك لما كان ثمة فائدة من نفي المطر كسبب مبرر للجمع، فتأمل.
(فائدة): النجاد الذي عزا إليه الحديث مؤلف الكتاب هو أحمد بن سلمان بن الحسين أبو بكر الفقيه الحنبلي، يعرف بالنجاد، وهو حافظ صدوق جمع المسند، وصنف في السنن كتابا كبيرا، روى عنه الدارقطني وغيره من المتقدمين، ولد سنة (253) فيما قيل، وتوفي سنة (348).
ولعل هذا الحديث في مسنده أو سننه المشار إليهما. ولكن من المؤسف أنني لم أقف عليهما حتى أراجع إسناده فيهما، نعم قد حفظت لنا المكتبة الظاهرية في جملة ما حفظته لنا من كنوز السلف الثمينة عدة أجزاء صغيرة من حديث أبي بكر النجاد وأماليه تبلغ العشرة، وقد كنت استخرجت أحاديثها وقف عليه في شئ منها، فليرشدنا إليه أو ليكتب إلينا بسنده لننظر فيه، وإن