عن ابن ثوبان مرسلا، وأن الأوزاعي رواه عن يحيى عن أنس، فقال: بضع شعرة. قلت: بهذا اللفظ رواه جابر، أخرجه البيهقي من طريقه بلفظ:
غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم تبوك، فأقام بها بضع عشرة، فلم يزد على ركعتين حتى رجع ".
قلت: هذا أخرجه البيهقي من حديث أبي أنيسة عن أبي الزبير عن جابر. وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه، وأما أبو أنيسة، فلم أعرفه ولم يورده الدولابي في (الكنى): فلا يعل بمثله حديث ابن ثوبان عنه، وإرسال علي بن المبارك إياه سبق الجواب عنه في كلام النووي، فالأرجح أن الحديث صحيح، وهذا المرسل أخرجه ابن أبي شيبة (2 / 112 / 1).
وأما رواية الأوزاعي المذكورة، فأخرجها الطبراني في (الأوسط) (1 / 46 / 2) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي به. وقال:
(لم يروه عن الأوزاعي إلا عيسى ولا عنه إلا عمرو).
قلت: وهو متروك كما في " المجمع " (2 / 158)، وقال الحافظ في " التقريب " و " التلخيص ": " ضعيف " قال:
(وقد اختلف فيه على الأوزاعي ذكره الدارقطني في " العلل " وقال:
الصحيح عن الأوزاعي عن يحيى أن أنسا كان يفعل. قلت: ويحيى لم يسمع من أنس ".
قلت: والموقوف على أنس سيأتي في الكتاب بعد حديث، ومنه يتبين أنه حديث آخر ليحيى فلا يعل به حديث الباب. والله تعالى أعلم.
575 - (حديث " أنه صلى الله عليه وسلم فتح مكة أقام بها تسعة عشر يوما يصلي ركعتين ". رواه البخاري). ص 136 صحيح. أخرجه البخاري (1 / 276) من طريق أبي عوانة عن عاصم