" وفي ذهني أن أبا داود أنكره على إسحاق، ولكن له متابع رواه الحاكم في " الأربعين " عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن إسحاق الصغاني عن حسان بن عبد الله عن المفضل بن فضالة عن عقيل (قلت: فذكره بإسناده ومتنه في الصحيحين إلا أنه قال: صلى الظهر والعصر ثم ركب وقال) وهو في الصحيحين من هذا الوجه بهذا السياق وليس فيهما " والعصر "، وهي زيادة غريبة صحيحة الإسناد وقد صححه المنذري من هذا الوجه والعلائي، وتعجب من الحاكم كونه لم يورده في " المستدرك " وله طريق أخرى رواها الطبراني في " الأوسط ": حدثنا محمد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهاني: ثنا هارون ابن عبد الله الحمال ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا محمد بن سعد (1) ثنا ابن عجلان عن عبد الله بن الفضل عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر فزاغت الشمس قبل أن يرتحل، صلى الظهر والعصر جميعا، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس جمع بينهما في أول العصر، وكان يفعل ذلك في المغرب والعشاء ". وقال: تفرد به يعقوب بن محمد ".
قلت: وهو صدوق كثير الوهم كما في (التقريب) وفي (المجمع) (2 / 160) " رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون ".
قلت: فهو إسناد حسن في الشواهد.
وقد وجدت له طريقا ثالثة، فقال ابن أبي شيبة (2 / 113 / 1): يزيد ابن هارون عن محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس قال:
" كنا نسافر مع أنس بن مالك، فكان إذا زالت الشمس، وهو في منزل لم يركب حتى يصلي الظهر، فإذا راح فحضرت صلاة العصر فإن سار من منزله قبل أن تزول فحضرت الصلاة قلنا له: الصلاة فيقول: سيروا، حتى إذا كان