من الامام واما الأثران فقد تقدم عند بن ماجة والحاكم عن أبي جحيفة وفيه فاستدار في اذانه ورواه الترمذي حدثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت بلالا يؤذن ويدور ويتبع فاه هاهنا وها هناه وإصبعاه في اذنيه وقال حديث حسن صحيح واعترض البيهقي فقال الاستدارة في الاذان ليست في الطرق الصحيحة في حديث أبي جحيفة ونحن نتوهم ان سفيان رواه عن الحجاج بن أرطاة عن عون والحجاج غير محتج به و عبد الرزاق وهم فيه ثم أسند عن عبد الله بن محمد بن الوليد عن سفيان به وليس فيه الاستدارة وقد رويناه من حديث قيس بن الربيع عن عون وفيه ولم يستدر قال الشيخ في الامام اما كونه ليس مخرجا في الصحيح فغير لازم وقد صححه الترمذي وهو من أئمة الشأن واما ان عبد الرزاق وهم فيه فقد تابعه مؤمل كما أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن مؤمل عن سفيان به نحوه واما توهمه انه سمع من حجاج بن أرطاة فقد جاء مصرحا به كما أخرجه الطبراني عن يحيى بن آدم عن سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت بلالا اذن فاتبع فاه هاهنا وها هنا قال يحيى قال سفيان كان حجاج بن أرطاة يذكر عن عون أنه قال واستدار في اذانه فلما لقينا عونا لم يذكر فيه واستدار وأيضا فقد جاءت الاستدارة من غير جهة الحجاج أخرجه الطبراني أيضا عن زياد بن عبد الله عن إدريس الأودي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضرت الصلاة فقام بلال فأذن وجعل أصبعيه في اذنيه وجعل يستدير وذكر باقيه واخرج أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الاذان عن حماد وهيثم جميعا عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه ان بلالا اذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فوضع أصبعيه في اذنيه وجعل يستدير يمينا وشمالا
(٣٨٦)