قوله (ما النجاة) أي ما سببها (قال أملك عليك لسانك) أمر من الملك قال في القاموس ملكه يملكه ملكا مثلثة احتواه قادرا على الاستبداد به وأملكه الشئ وملكه إياه تمليكا بمعنى انتهى قال الطيبي أي أحفظه عما لا خير فيه وقال صاحب النهاية أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك وقال القاري في المرقاة وقع في النسخ المصححة يعني من المشكاة أملك بصيغة المزيدة مضبوطة انتهى قلت الظاهر من حيث المعنى هو أملك من الثلاثي المجرد وأما أملك من باب الأفعال فلا يستقيم معناه هنا إلا بتكلف (وليسعك) بكسر اللام أمر من وسع يسع قال الطيبي الأمر في الظاهر وارد على البيت وفي الحقيقة على المخاطب أي نعرض لما هو سبب هزوم البيت من الاشتعال بالله والمؤانسة بطاعته والخلوة عن الأغيار (وابك على خطيئتك) قال الطيبي من بكى معنى الندامة وعداه يعلى أي اندم على خطيئتك باكيا قوله (هذا حديث حسن) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة وفي الصمت والبيهقي في كتاب المزهد وغيره كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب انتهى قوله (عن أبي الصهباء) قال في تهذيب التهذيب أبو الصهباء الكوفي عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري رفعه إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان الحديث وعنه حماد بن زيد وغيره ذكره ابن حبان في الثقات انتهى وقال في التقريب مقبول من السادسة قوله (إذا أصبح ابن آدم) أي دخل في الصباح (فإن الأعضاء) جمع عضو كل عظم وافر بلحمه (كلها) تأكيد (تكفر اللسان) بتشديد الفاء المكسورة أي نتذلل وتتواضع له من قولهم
(٧٤)