السلام على الصبيان المميزين والندب إلى التواضع وبذل السلام للناس كلهم وبيان تواضعه صلى الله عليه وسلم وكمال شفقته على العالمين واتفق العلماء على استحباب السلام على الصبيان ولو سلم على رجال وصبيان فرد السلام صبي منهم هل يسقط فرض الرد عن الرجال ففيه وجهان لأصحابنا أصحهما يسقط ومثله الخلاف في صلاة الجنازة هل يسقط فرضها بصلاة الصبي الأصح سقوطه ونص عليه الشافعي ولو سلم صبي على رجل لزم الرجل رد السلام هذا هو الصواب الذي أطبق عليه الجمهور وقال بعض أصحابنا لا يجب وهو ضعيف أو غلط انتهى قوله (هذا حديث صحيح) وأخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي باب ما جاء في التسليم على النساء قوله (أخبرنا عبد الحميد بن بهرام) الفزاري المدائني صدوق من السادسة قوله (وعصبة) بضم العين وسكون الصاد أي جماعة والواو للحال (فألوى بيده بالتسليم) قال في المجمع ألوى برأسه ولواه أماله من جانب إلى جانب انتهى والمعنى أشار بيده بالتسليم وهذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة ويدل على هذا أن أبا داود روى هذا الحديث وقال في روايته فسلم علينا كما عرفت في الباب المتقدم وقد عقد البخاري في صحيحه بابا بلفظ تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال وأورد فيه حديثين الأول
(٣٩٤)