قوله (نام هاربها) حال إن لم تكن رأيت من أفعال القلوب وإلا فهو مفعول ثان (ولا مثل الجنة نام طالبها) أي النار شديدة والخائفون منها نائمون غافلون وليس هذا شأن الهارب بل طريقة أن يهرول من المعاصي إلى الطاعات كذا في التيسير وقال في اللمعات ما رأيت مثل النار أي شدة وهو لا ينام هاربها ومن شأن الهارب من مثل هذا الشئ لا ينام ويجد في الهرب وذلك بالتزام الطاعة واجتناب المعاصي ولا مثل الجنة أي بهجة وسرورا نام طالبها وينبغي له أن لا ينام ولا يغفل عن طلبها ويعمل عملا يوصل إليها انتهى قوله (هذا حديث إنما نعرفه الخ) وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس قال المناوي في شرحه حسنة الهيثمي باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء قوله (اطلعت في الجنة) أي أشرفت عليها ففي بمعنى على كقوله تعالى لأصلبنكم في جذوع النخل (فرأيت) أي علمت قال الطيبي ضمن اطلعت بمعنى تأملت ورأيت بمعنى علمت ولذا عداه إلى مفعولين ولو كان رأيت بمعناه الحقيقي لكفاه مفعول واحد انتهى قال الحافظ ظاهره أنه رأى ذلك ليلة الإسراء أو مناما وهو غير رؤيته النار وهو في صلاة
(٢٧٦)