بقعرها نهايتها وهي معنى أصلها حقيقة أو مجازا فالترديد إنما هو في اللفظ المسموع قال وأبعد الطيبي حيث قال يراد به قعر جهنم لأن السلسلة لا قعر لها قال وجهنم في هذا المقام لا ذكر لها مع لزوم تفكيك الضمير فيها وإن كان قعرها عميقا انتهى قوله (هذا حديث إسناده حسن صحيح) وأخرجه أحمد والبيهقي باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قوله (ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا) قال الحافظ في رواية لأحمد من مائة جزء والجمع بأن المراد البالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو الحكم للزائد انتهى (من حر جهنم) وفي رواية البخاري من نار جهنم (إن كانت لكافية) إن هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة أي إن هذه النار التي نراها في الدنيا كانت كافية في العقبى لتعذيب العصاة فهلا اكتفى بها ولأي شئ زيدت في حرها (قال فإنها) أي نار جهنم (فضلت) وفي رواية البخاري فضلت عليهن والمعنى على نيران الدنيا وفي رواية مسلم فضلت عليها أي على النار (كلهن) أي حرارة كل جزء من تسعة وستين جزءا من نار جهنم (مثل حرها) أي مثل حرارة ناركم في الدنيا وحاصل الجواب منع الكفاية أي لا بد من التفضيل لحكمه كون عذاب الله أشد من عذاب الناس ولذلك أوثر ذكر النار على سائر أصناف العذاب في كثير من الكتاب والسنة منها قوله تعالى فما أصبرهم على النار وقوله فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة وإنما أظهر الله هذا الجزء من النار في الدنيا أنموذجا لما في تلك الدار وقال الطيبي ما محصله إنما أعاد صلى الله عليه وسلم حكاية تفضيل نار جهنم على نار
(٢٦٥)