باب ما جاء في أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قوله (المسلم من سلم المسلمون إلخ) تقدم شرح هذا في أواخر أبواب صفة القيامة (والمؤمن) أي الكامل (من أمنه الناس) كعلمه أي ائتمنه يعني جعلوه أمينا وصاروا منه على أمن (على دمائهم وأموالهم) لكمال أمانته وديانته وعدم خيانته وحاصل الفقرتين إنما هو التنبيه على تصحيح اشتقاق الاسمين فمن زعم أنه متصف به ينبغي أن يطالب نفسه بما هو مشتق منه فإن لم يوجد فيه فهو كمن زعم أنه كريم ولا كرم له قوله (هذا حديث صحيح غريب من حديث أبي موسى الأشعري) حديث أبي موسى هذا قد تقدم بسنده ومتنه في أواخر أبواب صفة القيامة وتقدم شرحه هناك قوله (وفي الباب عن جابر وأبي موسى وعبد الله بن عمرو) أما حديث جابر وهو ابن عبد الله فأخرجه مسلم وأما حديث أبي موسى فأخرجه الترمذي في هذا الباب فالظاهر أنه أشار إلى حديث آخر في هذا وأن حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه البخاري بلفظ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه وأخرجه مسلم بلفظ إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قوله (وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح) وأخرجه النسائي
(٣١٧)