الاستفهام أي أهم يعني أهل الغرف النبيون وتلك الغرف منازلهم (قال بلى) أي نعم (وأقوام) أي غير النبيين (امنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين) أي حق تصديقهم وإلا لكان كل من آمن بالله وصدق رسله وصل إلى تلك الدرجة وليس كذلك ويحتمل أن يكون التنكير في قوله وأقوام يشير إلى ناس مخصوصين موصوفين بالصفة المذكورة ولا يلزم أن يكون كل من وصف بها كذلك لاحتمال أن يكون لمن بلغ تلك المنازل صفة أخرى وكأنه سكت عن الصفة التي اقتضت لهم ذلك والسر في ذلك أنه قد يبلغها من له عمل مخصوص ومن لا عمل له كأن بلوغها إنما هو برحمة الله تعالى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد كما في الفتح باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار قوله (في صعيد واحد) الصعيد الأرض الواسعة المستوية (ثم يطلع عليهم رب العالمين) قال في القاموس طلع فلان علينا كمنع ونصر أتانا كاطلع انتهى (فيمثل لصاحب الصليب صلبيه ولصاحب التصاوير تصاويره ولصاحب النار ناره) قال ابن العربي يحتمل أن يكون التمثيل تلبيسا عليهم ويحتمل أن يكون التمثيل لمن لا يستحق التعذيب وأما من سواهم فيحضرون حقيقة لقوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (نعوذ بالله منك) وعند الشيخين وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي
(٢٣١)