من بديع التجنيس وشموله لسلامته من خزي الدنيا بالحرب والسبي والقتل وأخذ الديار والأموال ومن عذاب الآخرة ومنها استحباب أما بعد في الخطب والمكاتبات وقد ترجم البخاري لهذه بابا في كتاب الجمعة ذكر فيه أحاديث كثيرة انتهى كلام النووي وفيه أن السنة إذا كتب كتابا إلى الكفار أن يكتب السلام على من اتبع الهدى أو السلام على من تمسك بالحق أو نحو ذلك قال ابن بطال في الحديث حجة لمن أجاز مكاتبة أهل الكتاب بالسلام عند الحاجة قال الحافظ في جواز السلام على الإطلاق نظر والذي يدل عليه الحديث السلام المقيد مثل ما في الخبر السلام على من اتبع الهدى أو السلام على من تمسك بالحق أو نحو ذلك انتهى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري مختصرا ومطولا وأخرجه مسلم مطولا باب ما جاء في ختم الكتاب قوله (إلى العجم) وفي رواية للبخاري إلى رهط أو أناس من الأعاجم وفي رواية لمسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي (إلا كتابا عليه خاتم) فيه حذف مضاف أي عليه نقش خاتم (فاصطنع خاتما) أي أمر أن يصنع له وفي رواية للبخاري فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله قال الحافظ جزم أبو الفتح اليعمري أن اتخاذ الخاتم كان في السنة السابعة وجزم غيره بأنه كان في السادسة ويجمع بأنه كان في أواخر السادسة وأوائل السابعة لأنه إنما اتخذه عند إرادته مكاتبة الملوك وكان إرساله إلى الملوك في مدة الهدنة وكان في ذي القعدة سنة ست ورجع إلى المدينة في ذي الحجة ووجه الرسل في المحرم من السابعة وكان اتخاذه الخاتم قبل إرساله الرسل إلى الملوك انتهى (فكأني أنظر إلى بياضه في كفه) وفي رواية للبخاري فكأني بوبيص
(٤١٧)