باب ما جاء أن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا قوله (إن الاسلام بدأ غربيا) قال النووي في شرح مسلم بدأ بالهمزة من الابتداء قال القاضي عياض في قوله غريبا روى ابن أبي أويس عن مالك رحمه الله تعالى أن معناه في المدينة وأن الاسلام بدأ بها غريبا وسيعود إليها قال القاضي وظاهر الحديث العموم وأن الاسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر فظهر ثم سيلحقه النقص والاختلال حتى لا يبقى إلا في آحاده وقلة أيضا كما بدأ (فطوبى) قال النووي طوبي فعلى من الطيب قاله الفراء وقال إنما جاءت الواو لضمه الطاء وأما معنى طوبى فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى (طوبي لهم) فروى عن ابن عباس رضي الله عنه أن معناه فرح وقرة عين وقال عكرمة نعم ما لهم وقال الضحاك غبطة لهم وقال قتادة حسنى لهم وقال إبراهيم خير لهم وكرامة وقال ابن عجلان دوام الخير وقيل الجنة وقيل شجرة في الجنة وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث انتهى كلام النووي (للغرباء) أي المسلمين الذين في أوله وآخره لصبرهم على الأذى وقيل المراد بالغرباء المهاجرون الذين هجروا إلى الله قال القاري والأظهر أنهم هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعده من سنته كما ورد مفسرا في حديث عمرو بن عوف يعني حديثه الآتي في هذا الباب وقد صنف الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث رسالة سماها كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة وقد طبعت بمصر وشاعت قوله (وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فأخرجه أحمد وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجة وأما حديث عبد الله بن عمرو فلينظر من أخرجه
(٣١٨)