المفعول أو منهما (وأن يكره) أي ثالثتها أن يكره (أن يعود في الكفر) أي يرجع أو يتحول وقيل أن يصبر بدليل تعديته بفي على حد (أو لتعودن في ملتنا) فيشمل من لم يسبقه له كفر أيضا ولا ينافيه قوله (بعد إذ أنقذه منه) أي أخلصه ونجاه من الكفر لأن أنقذ بمعنى حفظ بالعصمة ابتداء بأن يولد على الاسلام ويستمر بهذا الوصف على الدوام أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان أو لا يشمله ولكنه مفهوم من طريق المساواة بل الأولى قاله القاري وقال النووي قوله يعود أو يرجع معناه يصير وقد جاء العود والرجوع بمعنى الصيرورة انتهى (أن يقذف) بصيغة المجهول أي يلقى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجة باب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن قوله (لا يزني الزاني وهو مؤمن) الواو للحال قال النووي هذا الحديث مما اختلف العلماء معناه فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشئ ويراد نفي كماله ومختاره كما يقال لا علم إلا ما نفع ولا مال إلا الإبل ولا عيش إلا عيش الآخرة وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذر وغيره من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور أنهم بايعوه صلى الله عليه وسلم على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصوا إلى آخره ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم فمن وفى منكم فأجره على الله ومن فعل شيئا من ذلك فعوقب في الدنيا فهو كفارته ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول الله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء مع إجماع أهل الحق على أن الزاني والسارق والقاتل وغيرهم من أصحاب الكبائر غير
(٣١٣)