قوله (حدثنا محمد بن إسماعيل) هو الامام البخاري (أخبرنا ادم بن أبي إياس) عبد الرحمن العسقلاني أصله خراساني يكنى أبا الحسن نشأ ببغداد ثقة عابد من التاسعة قوله (خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه) بالنصب على أنه مفعول فعل محذوف أي أسلم التسليم أو أريه التسليم (فلم يلبث أن جاء عمر فقال ما جاء بك يا عمر قال الجوع يا رسول الله) وفي رواية مسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قال الجوع يا رسول الله (قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنا قد وجدت بعض ذلك) أي الجوع وفي رواية مسلم وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قال النووي فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه من التقلل من الدنيا وما ابتلوا به من الجوع وضيق العيش في أوقات قال وفيه جواز ذكر الانسان ما يناله من ألم ونحوه لا على سبيل التشكي وعدم الرضاء بل للتسلية والتصبير كفعله صلى الله عليه وسلم ههنا ولالتماس دعاء أو مساعدة على التسبب في إزالة ذلك العارض فهذا كله ليس بمذموم إنما يذم ما كان تشكيا وتسخطا وتجزعا (فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم) اسمه مالك (بن التيهان) بفتح المثناة فوق وتشديد المثناة تحت مع كسرها وفي رواية مسلم قوموا فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار قال النووي فيه جواز الإدلال على الصاحب الذي يوثق به واستتباع جماعة إلى بيته وفيه منقبة له إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك وكفى له شرفا بذلك (وكان رجلا كثير النخل والشاء) أي الغنم وهي جمع شاة وأصلها شاهة والنسبة شاهي وشاوي وتصغيرها شويهة وشوية (فقالوا لامرأته أين صاحبك) وفي رواية مسلم فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا
(٢٩)