والمدحة إذا خلت من البغي والاستطالة وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره كما لو قال القائل إني لحافظ لكتاب الله عالم بتفسير وبالفقه في الدين قاصدا إظهار الشكر أو تعريف ما عنده ليستفاد ولو لم يقل ذلك لم يعلم حاله ولهذا قال يوسف عليه السلام إني حفيظ عليم وقال علي سلوني عن كتاب الله وقال ابن مسعود لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لأوتيته وساق في ذلك أخبارا وآثارا عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك قوله (هذا حديث حسن صحيح الخ) وأخرجه البخاري في المناقب وفي الأطعمة وفي الرقاق ومسلم في الزهد والنسائي في المناقب وفي الرقايق وابن ماجة في الفضائل اعلم أن الترمذي قد صحح هذا الحديث وفي سنده عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو متروك فالظاهر أن تصحيحه له لمجيئه من طرق أخرى صحيحة ويحتمل أن يكون هو عنده صالحا للاحتجاج والله تعالى أعلم قوله (وما لنا طعام إلا الحبلة وهذا السمر) بفتح المهملة وضم الميم قال في النهاية هو ضرب من شجر الطلح الواحدة سمرة قوله (هذا حديث حسن صحيح) تقدم تخريجه انفا قوله (وفي الباب عن عتبة بن غزوان) أخرجه مسلم وابن ماجة
(٢٧)