فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان قال النووي وفيه جواز سماع كلام الأجنبية ومراجعتها الكلام للحاجة وجواز إذن المرأة في دخول منزل زوجها لمن علمت علما محققا أنه لها لا يكرهه بحيث لا يخلو بها الخلوة المحرمة (يستعذب لنا الماء) أي يأتينا بماء عذب وهو الطيب الذي لا ملوحة فيه (يزعبها) قال في القاموس من زعب القربة كمنع احتمالها ممتلئة وقال في النهاية أي يتدافع بها ويحملها لثقلها وقيل زعب بحمله إذا استقام انتهى (يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم) أي يضمه إلى نفسه ويعانقه (ثم انطلق بهم إلى حديقته) في القاموس الحديقة الروضة ذات الشجر البستان من النخل والشجر أو كل ما أحاط به البناء أو القطعة من النخل (فجاء بقنو) بالكسر قال في النهاية القنو العذق بما فيه من الرطب وفي رواية مسلم فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب قال النووي العذق هنا بكسر العين وهي الكباسة وهي الغض من النخل قال وفيه دليل على استحباب تقديم الفاكهة على الخبز واللحم وغيرهما وفيه استحباب المبادرة إلى الضيف بما تيسر وإكرامه بعده بطعام يصنعه له وقد كره جماعة من السلف التكلف للضيف وهو محمول على ما يشق على صاحب البيت مشقة ظاهرة لأن ذلك يمنعه من الاخلاص وكمال السرور بالضيف وأما فعل الأنصاري وذبحه الشاة فليس مما يشق عليه بل لو ذبح أغناما لكان مسرورا بذلك مغبوطا به انتهى (أفلا تنقيت لنا من رطبه) قال في القاموس أنقاه وتنقاه وانتقاه اختاره وقال في الصراح انتقاه بركزيدن وتنقي كذلك (إني أردت أن تختاروا أو قال تخيروا) شك من الراوي (من رطبه وبسره) بضم الموحدة وهو التمر قبل إرطابه قال في المجمع المرتبة لثمرة النخل أولها طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب انتهى (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة) وفي رواية مسلم فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم
(٣٠)