الله صلى الله عليه وسلم الخ والنقي بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء (يعني الحوارى) بضم الحاء وتشديد الواو وفتح الراء وهو الذي نخل مرة بعد مرة حتى يصير نظيفا أبيض (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي حتى لقي الله) أي ما رآه فضلا عن أكله ففيه مبالغة لا تخفى وفي رواية للبخاري ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال الحافظ أظن أن سهلا احترز عما قبل البعثة لكونه صلى الله عليه وسلم كان سافر في تلك المدة إلى الشام تاجرا وكانت الشام إذ ذاك مع الروم والخبز النقي عندهم كثير وكذا المناخل وغيرها من آلات الترفه فلا ريب أنه رأى ذلك عندهم فأما بعد البعثة فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة ووصل إلى تبوك وهي من أطراف الشام لكن لم يفتحها ولا طالت إقامته بها انتهى (هل كانت لكم مناخل) جمع منخل بضم الميم وسكون النون وضم الخاء ويفتح وهو الغربال (قال ما كانت لنا مناخل) وفي رواية للبخاري قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبض الله (قيل كيف كنتم تصنعون بالشعير) وفي رواية للبخاري قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول (قال كنا ننفخه) بضم الفاء أي نطيره بعد الطحن إلى الهواء بأيدينا أو بأفواهنا (فيطير منه ما طار) أي يذهب منه ما ذهب من النخالة وما فيه خفة (ثم نثريه) بمثلثة وراء ثقيله أي نبله بالماء من ثرى التراب تثرية أي رش عليه (فنعجنه) قال في القاموس عجنه فهو يعجنه معجون وعجين اعتمد عليه بجمع كفه يغمزه كاعتجنه انتهى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري والنسائي تنبيه قال الطبري استشكل بعض الناس كون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يطوون الأيام جوعا مع ما ثبت أنه كان يرفع لأهله قوت سنة وأنه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله عليه وأنه ساق في عمرته مائة بدنة فنحرها وأطعمها المساكين وأنه أمر لأعرابي بقطيع من الغنم وغير ذلك مع من كان معه من أصحاب الأموال كأبي بكر
(٢٤)