قوله (إني لأول رجل أهراق دما) أي أراقه قال في المجمع أبدل الهمزة من الهاء ثم جمع بينهما (وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله) قال الحافظ وفي رواية ابن سعد في الطبقات من وجه اخر عن سعد أن ذلك كان في السرية التي خرج فيها مع عبيدة بن الحارث في ستين راكبا وهي أول السرايا بعد الهجرة (أغزو في العصابة) بكسر العين هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها (ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة) بضم المهملة والموحدة وبسكون الموحدة أيضا قال في النهاية الحبلة ثمر السمر يشبه اللوبياء وقيل هو ثمر العضاه (حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة والبعير) أراد أن نجوهم يخرج بعرا ليبسه من أكلهم ورق الشجر وعدم الغذاء المألوف (وأصبحت بنو أسد) أي ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر قال الحافظ وبنو أسد كانوا فيمن ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتبعوا طليحة بن خويلد الأسدي لما ادعى النبوة ثم قاتلهم خالد بن الوليد في عهد أبي بكر وكسرهم ورجع بقيتهم إلى الاسلام وتاب طليحة وحسن إسلامه وسكن معظمهم الكوفة بعد ذلك ثم كانوا ممن شكا سعد بن أبي وقاص وهو أمير الكوفة إلى عمر حتى عزله وقالوا في جملة ما شكوه إنه لا يحسن الصلاة انتهى (يعزروني في الدين) وفي رواية البخاري تعزرني على الاسلام قال الحافظ أي تؤدبني والمعنى تعلمني الصلاة أو تعيرني بأني لا أحسنها قال أبو عبيد الهروي أي توقفني والتعزير التوقيف على الأحكام والفرائض وقال الطبري معناه تقومني وتعلمني ومنه تعزير السلطان وهو التقويم بالتأديب والمعنى أن سعدا أنكر أهلية بني أسد لتعليمه الأحكام مع سابقيته وقدم صحبته وقال الحربي معنى تعزرني تلومني وتعتبني وقيل توبخني على التقصير (لقد خبت إذن) من الخيبة أي مع سابقتي في الاسلام إذا لم أحسن الصلاة وأفتقر إلى تعليمهم كنت خاسرا (وضل عملي) أي فيما مضى من صلاتي معه صلى الله عليه وسلم قال ابن الجوزي إن قيل كيف ساع لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه فالجواب أن ذلك ساغ له لما عيره الجهال بأنه لا يحسن الصلاة فاضطر إلى ذكر فضله
(٢٦)