قوله (وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر) أما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في هذا الباب وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه مسلم في الزهد وفيه أن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي في هذا الباب قوله (أخبرنا ثابت بن محمد العابد الكوفي) أبو محمد ويقال أبو إسماعيل صدوق زاهد يخطى في أحاديث من التاسعة (أخبرنا الحارث بن النعمان) بن سالم الليثي الكوفي ابن أخت سعيد بن جبير ضعيف من الخامسة قوله (اللهم أحيني مسكينا) قيل هو من المسكنة وهي الذلة والافتقار فأراد صلى الله عليه وسلم بذلك إظهار تواضعه وافتقاره إلى ربه إرشادا لأمته إلى استشعار التواضع والاحتراز عن الكبر والنخوة وأراد بذلك التنبيه على علو درجات المساكين وقربهم من الله تعالى قاله الطيبي رحمه الله (واحشرني في زمرة المساكين) أي اجمعني في جماعتهم بمعنى اجعلني منهم لكن لم يسأل مسكنة ترجع للقلة بل للإخبات والتواضع والخشوع قال السهروردي لو سأل الله أن يحشر المساكين في زمرته لكان لهم الفخر العميم والفضل العظيم فكيف وقد سأل أن يحشر في زمرتهم (لم يا رسول الله) أي لأي شئ دعوت هذا الدعاء واخترت الحياة والممات والبعث مع المساكين والفقراء دون أكابر الأغنياء (قال إنهم) استئناف في معنى التعليل أي لأنهم مع قطع النظر عن بقية فضائلهم وحسن أخلاقهم وشمائلهم (بأربعين خريفا) أي بأربعين سنة قال الجزري في النهاية الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ويريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة انتهى
(١٦)