القوم اتيتهم كاوفيتهم (فأبشروا) بهمزة القطع (وأملوا) من التأمل من الامل وهو الرجاء (ما يسركم) في محل النصب لأنه مفعول أملوا (ما الفقر أخشى عليكم) بنصب الفقر اي ما أخشى عليكم الفقر ويجوز الرفع بتقدير ضمير اي ما الفقر أخشاه عليكم والأول هو الراجح وخص بعضهم جواز ذلك بالشعر وقال الطيبي فائدة تقديم المفعول هنا الاهتمام بشأن الفقر (فتنافسوا) بحذف احدى التاءين عطف على تبسط من نافست في الشئ اي رغبت فيه وتحقيقه ان المنافسة والتنافس ميل النفس إلى الشئ النفس ولذا قال تعالى (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون) والمعنى فتختاروها أنتم وترغبوا فيها غاية الرغبة (كما تنافسوا) بصيغة الماضي اط كما رغبت فيها من قبلكم (فتهلككم) اي الدنيا قوله (هذا حديث صحيح) وأخرجه الشيخان قوله (عن عروة بن الزبير وابن المسيب) هو سعيد بن المسيب (أن حكيم ابن حزام) بن خويلد بن أسد بن عبد العزى المكي ابن أخي خديجة أم المؤمنين أسلم يوم الفتح وصحب وله أربع وسبعون سنة ثم عاش إلى سنة أربع وخمسين أو بعدها وكان عالما بالنسب قوله (إن هذا المال خضرة حلوة) أنث الخبز لأن المراد الدنيا شبهه بالرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء المستلذة فإن الأخضر مرغوب على انفراده بالنسبة إلى اليابس والحلو مرغوب فيه على انفراده بالنسبة للحامض فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد (بسخاوة نفس) أي بغير شره ولا إلحاح أي من أخذه بغير سؤال
(١٣٧)