باب قوله (حدثنا محمد بن أحمد مدويه) قال في التقريب محمد بن أحمد بن الحسين بن مدويه بميم وتثقيل القرشي أبو عبد الرحمن الترمذي صدوق من الحادية عشرة (أخبرنا القاسم بن الحكم) بن كثير (العرني) بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون أبو أحمد الكوفي قاضي همدان صدوق فيه لين من التاسعة (أخبرنا عبيد الله بن الوليد الوصافي) بفتح الواو وتشديد المهملة أبو إسماعيل الكوفي العجلي ضعيف من السادسة (عن عطية) هو العوفي قوله (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه) وفي المشكاة خرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة قال القاري والظاهر المتبادر من مقتضى المقام أنها صلاة جنازة لما ثبت أنه عليه الصلاة والسلام إذا رأى جنازة رؤيت عليه كآبة أي حزن شديد وأقل الكلام (فرأى ناسا كأنهم يكتشرون) أي يضحكون من الكشر وهو ظهور الأسنان للضحك ففي القاموس كشر عن أسنانه أبدى يكون في الضحك وغيره انتهى (قال أما) بالتخفيف لينبه على نوم الغفلة الباعث على الضحك والمكالمة (إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات) قال في القاموس هذم بالمعجمة قطع وأكل بسرعة وبالمهملة نقض البناء انتهى والمعنى لو أكثرتم من ذكر قاطع اللذات (لشغلكم عما أرى) أي من الضحك وكلام أهل الغفلة (فأكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت) بالجر تفسير لها ذم اللذات أو بدل منه وبالنصب بإضمار أعني وبالرفع بتقدير هو الموت ثم إنه صلى الله عليه وسلم بين للصحابة وجه حكمة الأمر بإكثار ذكر الموت وأسبابه بقوله (فإنه) أي الشأن (لم يأت على القبر يوم) أي وقت وزمان (فيقول أنا بيت الغربة) فالذي يسكنني غريب (وأنا بيت الوحدة) فمن حل بي وحيد (وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود) فمن ضممته أكله التراب والدود إلا من استثنى ممن نص على أنه لا يبلى ولا يدود في قبره فالمراد بيت من شأنه ذلك (فإذا دفن العبد المؤمن) أي المطيع كما يدل عليه ذكر الفاجر والكافر في مقابله (قال له القبر) أو ما يقوم مقامه (مرحبا وأهلا) أي
(١٣٣)