وكنز العمال.
نقل ابن أبي الحديد في الشرح 4: 73 ط مصر ما ملخصه: لما كتب الإمام السبط " أبو محمد الحسن (عليه السلام) " إلى زياد وبدأ بنفسه غضب زياد من ذلك وكتب إليه ما كتب من السفاسف والتائهات، فأرسل الإمام الحسن (عليه السلام) كتابه في جوف كتابه (عليه السلام) إلى معاوية، فكتب معاوية إلى زياد كتابا وفيه: فأما أن الحسن بدأ بنفسه ارتفاعا عليك فإن ذلك لا يضعك لو عقلت (1).
ومما يورث العجب ما في العقد الفريد 3: 4 والسنن الكبرى للبيهقي 10:
129 و 130 في آداب الكتابة: " وكذلك كانوا يكتبون إليه (أي النبي (صلى الله عليه وآله)) يبدأون بأنفسهم، فممن كتب إليه وبدأ بنفسه: أبو بكر والعلاء بن الحضرمي وغيرهما، وكذلك أصحابه والتابعون، ثم لم يزل الأمر على هذا النمط حتى ولي وليد بن عبد الملك وأمر أن لا يكاتبه الناس مثل ما يكاتب بعضهم بعضا " (2).
فإنك بعد أن أحطت جزءا بما مر تجده كلام رجل ليس له أدنى معرفة بالتأريخ والمعاجم، أجل كان ابن عبد ربه صاحب دراية بالتاريخ وأليف الكتب المؤلفة، ولكنه رأي بعض الصحابة والتابعين يكتب إلى بعض من يراه ابن عبد ربه مقدما وعظيما يجب إكرامه وتقديمه ولم يقدم الصحابي اسم المكتوب إليه بل قدم نفسه فكبر ذلك عليه، فأوله بزعمه حفظا لشأن من يراه عظيما ولم يدر أن الكاتب المقدم اسمه يرى نفسه مقدما على المكتوب إليه ويعتقد تقديم اسمه إثما، وإليك نماذج منها: