الرسول (صلى الله عليه وآله) في شتى النواحي من الدعوة إلى الإسلام أو تأمين للوفود بأنهم مسلمون كي يأمنوا من القتل أو الغارة حينما تمر عليهم جيوش المسلمين أو إقطاع أو بيان حكم وإرشاد جاهل و...
ليرى ويتضح عنده أن نفوذ الإسلام ودخول الناس في دين الله أفواجا وإشاعة التوحيد كان ببث الدعاة إلى الله وبعث الرسل وكتابة الكتب وتنوير الأفكار وإحياء القلوب وتأليف الناس وتعليم معالم الدين كي يرغب فيه أولو الألباب ويتدبر فيه من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، فلا يقع في حسبانه ولا يختلج في خاطره أن الإسلام انتشر صيته وعلا كعبه وكثر تابعوه وبهر ضياؤه بسل السيوف وسفك الدماء كما تقوله أعداء الإسلام عليه، بل زعمه بعض من لا تحصيل له.
فيعتبر بذلك المعتبرون ممن يريد نصر الدين، فيتأسوا في ذلك برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولنا ولكل مسلم في رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسوة حسنة، فعملنا لأجل هذه الكتب فصلا خاصا مشتملا على ذكر الكتاب والمكتوب إليه وموضوع الكتاب (في الدعوة إلى الإسلام أو في التأمين والمعاهدة أو الإقطاع أو الأحكام) ومصادر الكتب، والله المستعان وهو الموفق والمعين.
والذي لا بد وأن يلاحظ هو صعوبة تمييز المكتوب إليهم لتشابه في الاسم والكنية واللقب والقبيلة، بل قد يحتمل الاتحاد بين بعض الكتب كما ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى. ولا نألوا جهدا في ذلك كله ونستمد العون من الله سبحانه وتعالى على كل حال.