عشر دينارا وعشر قيراط (1) وحبتان، والربح في العشرة اثنان) فقلت:
نعم ولا علم لي بذلك، فوقعت عند قيامي بين يديه فمشيت القهقرى ولم أول ظهري إجلالا له وإعظاما وأنا لا أعرفه.
فقال لي الخادم ونحن في الطريق: طوبى لك لقد أسعدك الله بقدومك، فلم أجبه غير قولي، نعم وصرت إلى حانوتي ودعوت بالرجل فقصصت عليه قصتي وما قال لي، فبكى ووضع خده على الأرض وقال: قولك يا مولاي حق وعلمه من علم الله، وقفز إلى السفط والرزمة فاستخرج الحبرتين فأخرج الرقعتين فوجدنا رأس المال والربح وموضعهما في طي الثوبين كما قال - عليه السلام -، فقلت: أي شئ يا عم هذا الانسان كاهن أو حاسب أو مخدوم؟ فبكى وقال: يا بنى لم تخاطب بما خوطبت به إلا أن لك عند الله منزلة، وستعلم من هو؟ فقلت: يا عم مالي قلب (2) أرجع به إليه [قال: ارجع، فرجعت] (3) فسكن ما في قلبي وقوى نفسي ومشيى وأنا معجب من نفسي إلى أن قربت من الدار.
فقال لي: أنا منتظرك إلى أن تخرج، فقلت: يا عم أعتذر إليه وأقول: لا علم لي بالحبرتين، فقال لي: لابل تفعل كما قال لك، فدخلت فوضعت الحبرتين بين يديه، فقال لي: (إجلس) فجلست وأنا لا أطيق النظر إليه إعظاما واجلالا، فقال للخادم: (خذ الحبرتين)