الرابع والسبعون: علمه - عليه السلام - بما في النفس وبالغائب 2595 / 77 - ابن بابويه: عن علي بن عبد الله الوراق، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال: دخلت على أبى محمد الحسن بن علي العسكري - عليه السلام - وأنا أريد أن أساله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدءا: (يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم - عليه السلام - ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه، به يدفع (1) البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث وبه يخرج نبات الأرض).
قال: فقلت له: يا بن رسول الله فمن الخليفة والامام بعدك؟
فنهض - عليه السلام - مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: (يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكنيه، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر - عليه السلام -، و مثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله تعالى على القول بإمامته ووفق للدعاء بتعجيل فرجه).
قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام - عليه السلام - بلسان عربي فصيح قال: (أنا بقية الله