مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ٢٦٨
فقال: هل علمتم ما [قد] (1) رميت به مارية القبطية وما ادعى عليها في ولادتها إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - (2)!
قالوا لا يا سيدنا أنت أعلم، فخبرنا لنعلم.
(١) من المصدر.
(٢) في قصة الإمام محمد بن علي الجواد - عليه السلام - هذه شبه بعيسى بن مريم - عليه السلام -، وقد أشرنا إلى تكلم عيسى في المهد صبيا، وما تكلم به عجبا، وذكرنا المقارنة بينه وبين ما نطق به الإمام الجواد - عليه السلام -، وأيضا شبهه بإبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وما أعظم المصيبة والرزية بتكرار الفربة على الساحة النبوية، المسبوقة بالفرية على أم عيسى - عليهما السلام -، حقا ما قاله تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) التوبة: ٣٢.
ولم يذكر الإمام أبو محمد الحسن العسكري - عليه السلام - قصة مارية القبطية عن طريق الصدفة أو على سبيل المثال، وإنما ذكرها لان أم الجواد - عليه السلام - كما سيأتي في أحوال أمه - هي من أهل بيت مارية القبطية.
حقا إنها لمصيبة كبرى ورزية عظمي، فبالأمس شكك أصحاب العقول الساهية والقلوب الواهية بإبراهيم ابن خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وآله -، عادوا اليوم ليشككوا بفنن الدوحة النبوية المباركة، فانبرى والده الرضا - عليه السلام - بحزم شديد وعزيمة راسخة، حامدا لله، متأسيا برسول الله - صلى الله عليه وآله - قائلا: (الحمد لله الذي جعل في وفي ابني محمد أسوة برسول الله وابنه إبراهيم)، وكان ابنه صلوات الله عليهما قد سبقه في ذكر هذا المعنى في آخر خطبته، فقال: (واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل).
وبعد هذا وذاك، فأين هذا الافتراء الفارغ من قوله - صلى الله عليه وآله - في الإمام الجواد وأمه: (بابى ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة، يكون من ولده الطريد الشريد، الموتور بأبيه وجده، صاحب الغيبة)، ومن الأحاديث القدسية والنبوية الشريفة، وما تواتر عن الأئمة - عليهم السلام - في أن الأئمة - عليهم السلام - اثنا عشر إماما، والتاسع منهم هو الإمام الجواد - عليه السلام -.
عجبا ثم عجبا! ألم يحدثنا التاريخ بان النبي - صلى الله عليه وآله - قد فدى الحسين - عليه السلام - بابنه إبراهيم لعلمه بان الأئمة المعصومين من ولده - عليهم السلام - وآخرهم خاتم أوصياء رسول الله الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره (- صلى الله عليه وآله -، به - عليه السلام -) على الدين كله.