مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ٢٦٣
قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن - عليه السلام - قالوا: هذا أبوه. (1) قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبى جعفر - عليه السلام - ثم قلت له: أشهد أنك إمامي عند الله، فبكى الرضا - عليه السلام - ثم قال يا عم!
ألم تسمع أبى وهو يقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (بابى (2) ابن خيرة الإماء (3) ابن النوبية الطيبة الفم، المنتجبة الرحم ويلهم (4) لعن الله الاعيبس (5) وذريته صاحب الفتنة (6) ويقتلهم سنين وشهورا وأياما سيومهم خسفا (7) ويسقيهم كأسا مصبرة (8)، وهو الطريد

(1) لعلهم لما رأوا نقش قدمي الرضا - عليه السلام - في الطين حين دخل البستان، فلما رجع أيقنوا أنه هو - مرآة العقول -.
(2) (بابى) خبر مقدم و (ابن) مبتدأ مؤخر.
(3) المراد بابن خيرة الإماء المهدى عجل الله فرجه الشريف، والمراد بخيرة الإماء أم الجواد - عليه السلام - فإنها أمه بالواسطة وأما أمه بلا واسطة فكانت بنت قيصر ولم تكن نوبية، فضمير (يقتلهم) راجع إلى الابن.
وقيل: المراد بابن خيرة الإماء هو الجواد - عليه السلام -، وضمير يقتلهم راجع إلى الله تعالى، والقتل في الرجعة لتشفي قلوب الأئمة - عليهم السلام - والمؤمنين - مرآة العقول -.
(4) الضمير راجع إلى بنى العباس بدليل ما بعده.
(5) الأعيبس: مصغر الأعبس كما هو في بعض النسخ، وهو كناية عن العباس ويمكن أن يكون المراد بعض ذريته كالمنصور والمتوكل وهارون وأمثالهم.
(6) يمكن أن يكون المراد بصاحب الفتنة الجنس ويكون بدلا من الذرية، والضمير الفاعل في (يقتلهم) كما مر يحتمل أن يكون راجعا إلى ابن خيرة الإماء، ويمكن أن يكون راجعا إلى الله تعالى.
(7) (يسومهم خسفا) جملة حالية، يقال: سامه الخسف إذا أذله وفي بعض النسخ: ليسومهم.
(8) المصبرة (بفتح الميم وسكون الصاد المهملة): اسم مكان للكثرة من الصبر بكسر الباء وهو المر المعروف، أو بضم الميم وكسر الباء أي ذات صبر، أو بفتح الباء من باب الافعال أو التفعيل أي أدخل فيه الصبر - مرآة العقول -.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست