فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه (1): أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ما عز من دعاكم ولا استراح من قاساكم، كلامكم يوهن (2) الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم عدوكم (3)، إن قلت لكم: سيروا إليهم في الحر، قلتم: أمهلنا ينسلخ عنا الحر، وإن قلت لكم:
سيروا في الشتاء، قلتم: [أمهلنا] حتى ينسلخ عنا البرد، فعل (4) ذي الدين المطول، من فاز بكم فاز (5) بالسهم الأخيب، أصبحت لا أصدق قولكم، ولا أطمع في نصركم، فرق الله بيني وبينكم - أي دار بعد داركم تمنعون؟! ومع أي إمام بعدي تقاتلون؟! أما إنكم ستلقون بعدي أثرة يتخذها عليكم الضلال سنة، [و (6)] فقرا يدخل بيوتكم، وسيفا قاطعا (7)، وتتمنون عند ذلك أنكم رأيتموني وقاتلتم معي وقتلتم دوني وكأن قد (8).
عن الأعمش عن ابن عطية قال: قال لهم علي عليه السلام: