في الناس فقال:
أما بعد أيها الناس فإني قد استنفرتكم فلم تنفروا (1)، ونصحت لكم فلم تقبلوا، فأنتم شهود كغياب، وصم ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة، وأعظكم بالموعظة الحسنة، وأحثكم على جهاد عدوكم الباغين، فما آتي علي آخر منطقي حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، فإذا أنا كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقا عزين (2) تضربون الأمثال، وتتناشدون الأشعار، وتسألون عن الأخبار، قد نسيتم الاستعداد للحرب، وشغلتم قلوبكم بالأباطيل، تربت أيديكم اغزوا القوم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم قط في عقر ديارهم إلا ذلوا، وأيم الله ما أراكم تفعلون حتى يفعلوا، ولوددت أني لقيتهم على نيتي وبصيرتي فاسترحت من مقاساتكم، فما أنتم إلا كابل جمة