ذلك أقوى لجندك وأذل لأهل حربك، فقال معاوية: والله إني لأعرف أن الرأي الذي تقول، ولكن الناس لا يطيقون ذلك، قال عمرو: إنها أرض رفيعة (1) فقال معاوية والله إن جهد الناس أن يبلغوا منزلهم الذي كانوا به يعني صفين فمكثوا يجيلون الرأي يومين أو ثلاثة حتى قدمت عليهم عيونهم أن عليا أختلف عليه أصحابه ففارقته منهم فرقة أنكرت أمر الحكومة وأنه قد رجع عنكم إليهم، فكثر سرور الناس بانصرافه (2) عنهم، وما ألقى الله من الخلاف بينهم.
فلم يزل معاوية معسكرا في مكانه منتظرا لما يكون من علي وأصحابه وهل يقبل علي بالناس أم لا؟ فما برح معاوية حتى جاءه الخبر أن عليا قد قتل تلك الخوارج وأراد بعد قتلهم أن يقبل إليه بالناس وأنهم استنظروه ودافعوه، فسر بذلك هو ومن قبله من الناس.
عن عبد الرحمن بن مسعدة الفزاري (3) قال: (4) جاءنا كتاب عمارة بن عقبة بن أبي معيط (5)