تطويره لعنصري: الاستدلال، والمقارنة.
ونبدأ في الحديث عن منهجه أولا، من حيث:
(3) المقارنة:
" المقارنة " نوع من النشاط العلمي الذي خبرته ضروب المعرفة الإنسانية في حقول التربية، والنفس، والاجتماع، والاقتصاد. إلخ، بصفة أن مقارنة الشئ مع الآخر سواءا كان ذلك من خلال " التماثل " القائم بينهما، أو من خلال " التضاد " بينهما - يسهم في بلورة وتعميق المفهوم الذي يستهدفه الباحث.
. المقارنة تتم - كما هو ملاحظ في البحوث المعاصرة - في مستويات مختلفة، منها:
" المقارنة المستقلة " التي تقوم أساسا على الموازنة بين ضربين من المعرفة - كما لو قمنا بمقارنة بين الإسلام مثلا وبين الأديان الأخرى - وهذا ما يندرج ضمن الأبحاث التي تأخذ شكلا له استقلاليته في الدراسات الحديثة بخاصة.
كما أن هناك نوعا من المقارنة التي تشكل عنصرا واحدا من عناصر البحث دون أن تستقل بالمقارنة، أي: تكون " المقارنة " جزءا من أجزاء البحث.
هذا فضلا عن أن المقارنة بقسميها المتقدمين قد تكون " شاملة " تتناول جميع الجوانب المبحوث عنها، مقابل المقارنة " الموضعية " التي تتناول جانبا واحدا أو عملا منحصرا لدى كتاب واحد أو مؤلف واحد على سبيل المثال.
ويلاحظ أن فقهاءنا قد توفروا على شتى مستويات " المقارنة " التي أشرنا إليها قديما وحديثا بل يمكن القول بأنه لا يكاد أي كتاب استدلالي أو فتوائي - حينا - يخلو من أحد أشكال المقارنة، بل إن الممارسات الفقهية بنحو عام تتميز عن سواها من الممارسات التي خبرتها علوم النفس، والاجتماع، والتأريخ، والتربية، والأدب والفن، وسواها باعتمادها " المقارنة " عنصرا أو بحثا مستقلا لا يكاد كتاب فقهي يخلو منها في الغالب.
كل ما في الأمر أن المقارنة قد تأخذ صفة التغليب داخل المذهب مثلا مثلما تأخذ صفة كونها