منهاج الفقاهة - السيد محمد صادق الروحاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
الثالث: الاستعانة بالأرواح الأرضية، وقد أنكرها بعض الفلاسفة، وقال بها الأكابر منهم وهي في أنفسها مختلفة فمنهم خيرة وهم مؤمنوا الجن وشريرة وهم كفار الجن وشياطينهم {1}.
الرابع: التخيلات والأخذ بالعيون مثل راكب السفينة يتخيل نفسه ساكنا والشط متحركا {2}.
____________________
{1} وأضاف في البحار أن المراد بها الأجنة وهي مختلفة الأصناف، فمنها خيرة و منها شريرة، وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات، واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية، إلا أن القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بواسطة الاتصال بهذه الأرواح أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب اتصالها بتلك الأرواح السماوية، وأصحاب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرق والتجريد والدخن، فهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن. انتهى ملخصا.
وقد عرفت من ما تقدم عدم صدق السحر على ذلك، وأما من حيث حكمه فسيأتي الكلام فيه في آخر هذا المبحث.
وعن المعتزلة: الاتفاق على تكفر من يجوز ذلك، لأنه مع هذا الاعتقاد لا يمكنه أن يعرف صدق الأنبياء.
وفيه: إن من يظهر هذه الأشياء على يده، أما أن لا يدعي النبوة فلا يفضي الأمر إلى التلبيس، وإن ادعى النبوة فعلى الله تعالى أن لا يظهر على يده هذه الأشياء.
{2} وأفاد في توضيحه أن هذا النوع مبني على مقدمات:
الأولى: إن أغلاط البصر كثيرة، كراكب السفينة يرى نفسه ساكنا والشط متحركا.
الثانية: إن المحسوسات قد تختلط ولا يتميز بعضها عن بعض، وذلك فيما إذا أدركت القوة الباصرة المحسوس في زمان قصير جدا ثم أدرك بعده محسوسا آخر.
الثالثة: إنه قد تشتغل النفس بشئ ولا يدرك الانسان حينئذ شيئا حاضرا عنده كالوارد على السلطان فإنه قد يلقاه شخص آخر ويتكلم معه وهو لا يلتفت إليه.
(٣٩٠)
مفاتيح البحث: السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست