وكاثرته وكانت وفاته ببغداد في سنة ثمان وستين وثلاثمائة فإنه كان خيرا فاضلا دينا نقى السريرة جميل النية حسن الأخلاق كريم النفس وكان معظما مبجلا مقدما في أيام معز الدولة وغيرها رحمه الله لجلالة نسبه ومحله في نفسه ولأنه كان ابن خالة بختيار عز الدولة. فإن أبا الحسين أحمد والده تزوج كنز جحير بنت سهلان السالم الديلمي وهي خالة بختيار وأخت زوجة معز الدولة ولوالدته هذه بيت كبير في الديلم وشرف معروف وولى أبو محمد الناصر جدي الأدنى النقابة على العلويين بمدينة السلام عند اعتزال والدي رحمه الله لها سنة اثنى وستين وثلاثمائة فأما أبو الحسين أحمد بن الحسن، فإنه كان صاحب جيش أبيه وكان له فضل وشجاعة ومقامات مشهودة يطول ذكرها فأما أبو محمد الناصر الكبير وهو الحسين بن علي فضله في علمه وزهده وفقهه أظهر من الشمس الباهرة وهو الذي نشر الاسلام في الديلم حتى اهتدوا به بعد الضلالة وعدلوا بدعائه عن الجهالة وسيرته الجميلة أكثر من أن تحصى وأظهر من أن تخفى ومن أرادها أخذها من مظانها. فأما أبو الحسن علي بن الحسين فإنه كان عالما فاضلا وأما الحسين بن علي فإنه سيدا مقدما مشهور الرئاسة وأما علي بن عمر الأشرف فإنه كان عالما وقد روى الحديث. وأما عمر بن علي بن الحسين ولقبه الأشرف فإنه كان فخم السيادة جليل القدر والمنزلة في الدولتين معا الأموية والعباسية وكان ذا علم. وقد روي عنه الحديث وروى أبو الجارود زياد بن المنذر قال: لأبي جعفر الباقر ع أي أخوتك أحب إليك وأفضل فقال ع: أما عبد الله فيدي التي أبطش بها. وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه. وأما عمر فبصري الذي أبصر به. وأما زيد فلساني الذي أنطق به. وأما الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
وأنا الآن مبتدئ بالكلام على المسائل وإيضاح الحق منها ومن الله أستمد المعونة وحسن التوفيق فما يظفر بهما إلا من أعطاه ولا يملكها سواه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المسألة الأولى:
قال الناصر رحمة الله عليه إذا وقعت النجاسة في ماء يسير نجس تغير بها أو لم يتغير قال الشريف الأجل المرتضى علم الهدي رضي الله عنه: هذا صحيح وهو مذهب