ماذا على المشتم تربة أحمد * ألا يشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا (1) ورووا أن وائلة بن الأسفع وأبا وائل كانا يستمعان النوح، ويبكيان ولم ينقل إنكار أحد من الصحابة عليهم. ومن طريق الأصحاب ما روى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال مات ابن المغير فسألت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها فندبت ابن عمها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وقالت:
أنعى الوليد بن الوليد أخا الوليد * فتى العشيرة حامي الحقيقة ماجدا يسموا إلى طلب الوتيرة قد كان * غيثا للسنين وجعفرا غدقا وميرة فما عاب النبي صلى الله عليه وآله ذلك ولا قال لها شيئا، وقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب " لا تدعين بذل ولا نكل ولا حرب وما قلت فيه فقد صدقت " (2) وأمر النبي صلى الله عليه وآله بالندب على حمزة (3). وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: " أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبني عشر سنين بمنى أيام منى " (4).
والجواب: عما ذكروه من الحديث أنه يمكن أن يكون إشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعا وسخطا، أو قولا باطلا وأما قولهم يشبه التسخط والاستعابة فنحن نحرم ذلك، لكن ليس كل النوح كذلك وإنما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده، وهذا لا يتضمن ما ذكروه وقد روينا عن