فإنه صلاح في حقه في الآخرة وإن كان شغله مذموما فبضد ذلك، ومن رأى أن جده أو جد جده أو جدته أو جده قد عاش فان ذلك حياة له واستقامة في جده في الأمور وإقبال الدهر عليه ورؤيا حياة الأم أقوى من حياة الأب وكلاهما محمود، ومن رأى أن ابنه قد عاش ظهر له عدو من حيث لا يؤمله وأما حياة البنت فجيد إلى الغاية، ومن رأى أن نسوة أمواتا قد عشن وقدمن عليه وهن مزينات فإنه حصول دنيا وخير وافر وتصرف في أموال غزيرة إن كان لا عقب لذلك وإلا خرجت الدنيا لأعقابهن، ومن رأى أمواتا عاشوا وهم لابسون ثيابا بيضا فإنه صلاح في دينه وإن كانت الثياب حمرا فإنه مشتغل بلهو الدنيا واللذات وإن كانت سودا ففي الغنى والسودد وإن كانت خلقة دنسة دلت على أن تلك الموتى كانوا مرتكبين ذنوبا أو هو منهمك في ذلك، ومن رأى أن ميتا يصلى في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصرا في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفا أو تصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزي بذلك، ومن رأى أن ميتا كان واليا قد عاش وولى مكانه فان أحدا من عقبه ينال ولاية ومن رأى أن ميتا يصلى بالاحياء فإنهم مقصرون فيما فرض عليهم من الطاعة ومن رأى أنه يتبع ميتا ويقفوا أثره في خروجه ودخوله فإنه يقتدى في أفعاله بالميت الذي رآه فيعتبر ما كان عليه الميت من صلاح أو فساد، ومن رأى ميتا يشتكى من رأسه فهو مسؤول عن تقصيره في أمور والدته أو رئيسه وإن اشتكى من عنقه فهو مسؤول عن تضييع ماله
(٢٧٠)