والأمثلة في ذلك كثيرة لا تكاد تحصى.
فتبين من هذا أن زيارة القبور ليست من الشرك ولا من مظاهر الشرك بوجه من الوجوه، وبعض الناس يقولون ليست زيارة القبور شركا إنما الشرك هو ما يقترن بزيارة القبور من أفعال شركيات كدعاء الأموات والتوسل والاستغاثة بهم!!
ونقول: اعلموا أن الجواب على هذا من وجهين:
(الأول): نقول لهم لماذا إذا تعممون القول وتنفرون الناس عن زيارة القبور والنبي صلى الله عليه وسلم رغب فيها، ونرى واقعكم أيضا يخالف ما تدعونه من أن المنهي عنه هو ما يقترن بزيارة القبور حيث نجدكم لا تذهبون لزيارتها ولا تحافظون على السنن المأثورة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(والثاني): أن دعاء الأموات الذي معناه خطابهم وندائهم، والتوسل بمن نقل لنا صلاحه منهم وإمامته في الدين، والاستغاثة بهم ليس كفرا ولا شركا كما سنبين بكل وضوح واختصار بعد قليل في الكلام على القضية الثانية والثالثة بالنصوص والبراهين والحجج والأدلة التي لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها، لكننا ننبه هنا ونستثني فنقول:
إن من عظم أولئك الأولياء واعتقد أنهم يتصرفون في الكون وأن بيدهم الخير والنفع أشرك وكفر وارتد، لأن حال الميت كحال الحي تماما إلا في وصف الموت والحياة، فهم يدركون ويسمعون كما مر معنا وتقدم في آخر " فصل الإيمان بنعيم القبر " ص () من هذا الكتاب، ومن اعتقد في إنسان حي أيضا أنه يتصرف في الخلق وبيده الخير والشر لا على سبيل المجاز كفر وارتد.
وأما المتصوفة الذين أساءوا في هذه القضية وفي غيرها من القضايا فإليك ما قاله الجهابذة العارفون بحالهم وحقائقهم عنهم وهو القول الفصل:
قال السيد العلامة الجهبذ محمد بن عقيل عليه رضوان الله تعالى:
" والصوفية قد خدم الإسلام صالحوهم رضي الله عنهم، ولكن المنتسبين