[المسألة السابعة]: إعلم بأننا لا نوافق بعض المتأخرين من الفقهاء على أشياء ذكروها في باب الردة لمخالفتهم للنصوص أولا، ولأئمة مذاهبهم ثانيا، وللمتقدمين ثالثا، ولأن أقوالهم لا تعتبر نصوصا شرعية لا يمكن مخالفتها رابعا.
ومن تلك المسائل قول بعضهم (416) بأن المجسمة مبتدعة لكنهم غير كفار، وهذا خطأ محض لا يوافقون عليه البتة، والصواب القول بتكفير المجسمة كما قال الإمام النووي في " شرح المهذب " (4 / 253).
وقال الإمام القرطبي في كتابه " التذكار في أفضل الأذكار " ص (207):
" ثم متبعو المتشابه لا يخلوا أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة والطاعنون في القرآن. أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة وذات ووجه وغير ذلك من يد وعين وجنب وإصبع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ".
ثم قال القرطبي:
" فأصحاب القسم - الأول (وهم الزنادقة وأشباههم): لا شك في كفرهم وأن حكم الله فيهم القتل من غير استتابة. - وأما أصحاب القسم - الثاني (وهم المجسمة): فالصحيح القول بتكفيرهم إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور، ويستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا كما يفعل بمن ارتد " ا ه.
وقال الشيخ عبد القاهر البغدادي (توفي 429 ه) في " أصول الدين " ص (337):
" وأما مجسمة خراسان من الكرامية فتكفيرهم واجب، لقولهم: بأن الله له حد ونهاية من جهة السفل ومنها يماس عرشه، ولقولهم بأن الله تعالى محل للحوادث ".