(وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات ألست كسائر المبتدعات) ا ه.
وذكر في مقدمتها أن هذه عقيدة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه رحمهم الله تعالى فهذه العبارة من علم الكلام المحمود بلا شك.
وهنا نسأل فنقول: إذا كان علماء الكلام زنادقة كما ينقل عن الإمام أحمد، فلماذا يخوض هو في علم الكلام فيقول: القرآن كلام الله غير مخلوق؟! ولماذا يصنف كتاب (الرد على الجهمية) كما تزعم المجسمة الذي موضوعه علم الكلام؟!
الجواب: أن كلامه في ذم علم الكلام خاص بالمبتدعة الذين أتوا بأقوال منافية لنصوص الكتاب والسنة ومعارضة لها.
والإمام الشافعي رحمه الله تعالى لولا أنه من علماء الكلام ومتقن لهذا العلم، لما استطاع أن يناظر حفصا الفرد ويفحمه ويحكم بكفره وارتداده وهكذا.
ومن الناس من يذم تعلم علم العقيدة والتوحيد جملة في هذا العصر ويقول هذه أمور خلافية والأولى الابتعاد!! ويقول: نحن على عقيدة الصحابة وعلى الفطرة ولا نريد الخوض في هذه المسائل!!
والواقع يشهد بأن هؤلاء يتهربون من العلم والتعليم الذي حض على تعلمه وأمر بمعرفته ربنا سبحانه وتعالي في كتابه الكريم، وكذا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في سنته فيردونه بهذه الحجج الفاسدة الهزيلة.
وهؤلاء الذين يقولون بهذا القول البعيد عن هدي النبوة يخالفون في الواقع مبادئ الإسلام العامة والصحابة الذين مكث فيهم صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة يعلمهم العقيدة والتوحيد حتى يعلموا الأمة من بعده.
وهؤلاء المنكرون الذين يتهربون من تعلم العقيدة بل يحاربون تعلم العقيدة