شئ وهو السميع البصير) فيجب على كل مسلم أن يزيل هذا التصور الفاسد من قلبه وعقله ومخيلته، لأن الله سبحانه لا يدخل في التصور والخيال إطلاقا بوجه من الوجوه ولأنه أخبر بأنه (لم يكن له كفوا أحد) بل إن الناس لا يرون الله تعالى في أرض المحشر لأن النظر إلى الله تعالى من أكبر النعم والعطايا، ولا يعطى هذه النعمة إلا أهل الجنة في الجنة على قول من يثبت الرؤية لله تعالى في الآخرة وفيها خلاف بين الأمة يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
فمحاسبة الله تعالى لعباده معناها إيجادهم في ذلك اليوم للحساب حيث تعطي الملائكة الصحف للناس وتذود بعض الناس عن الحوض، وتسوق المؤمنين إلى الجنة والكافرين إلى النار، يكلم الله تعالى عباده المؤمنين دون أن يروه، كما جاء في الحديث الصحيح " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان... " رواه البخاري (13 / 423).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" يدني المؤمن (339) يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه (أي ستره وعفوه) فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال:
فإنني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله " رواه البخاري (8 / 353) ومسلم (4 / 2120).