وهم من خشيته مشفقون) الأنبياء: 28.
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (11 / 426):
" وجاءت الأحاديث في إثبات الشفاعة المحمدية متواترة، ودل عليها قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته. وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى، من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا " رواه الإمام مالك في الموطأ (1 / 213) والبخاري (11 / 69) ومسلم (1 / 189).
والشفاعة تكون للمسلمين فقط، فلا يشفع في كافر لقوله تعالى (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر: 48، فيشفع الأنبياء والملائكة وكذلك العلماء العاملون والشهداء، فعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" شفعت الملائكة، وشفعت النبيون، وشفع المؤمنون " رواه البخاري (13 / 421) ومسلم (1 / 170)، وعن سيدنا أنس بن مالك مرفوعا " إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة " رواه البزار (14 / 173) قال الحافظ الهيثمي في " المجمع " (10 / 382):
" رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ".
وأما أحاديث الشفاعة الطويلة في الصحيحين فلم أذكرها هنا لأن فيها ألفاظا وأمورا منكرة وقد تسرب إليها أفكار إسرائيلية سأبينها في كتاب آخر مفصلة إن شاء الله تعالى.
[تنبيه مهم جدا]: يتخيل بعض الناس أن رب العالمين على صورة إنسان جالس على العرش يوم القيامة، وأنه يحاسب العباد واحدا واحدا بمعنى أنهم يمرون من أمامه واحدا واحدا فيرونه وهو جالس على كرسيه، أو نحو هذا التصور الفاسد، وهذا ضلال مبين وكفر وإلحاد برب العالمين الذي (ليس كمثله