الورود في حقهم الدخول، وعل قول من قال الخطاب عام وأن المؤمنين والكافرين يدخلون النار ولكن لا تضر المؤمنين، وذكروا كيفية دخول المؤمنين النار بما لا يعجبني نقله في كتابي هذا لشناعة قولهم إن المؤمنين يدخلون النار وإن لم تضرهم] انتهى.
قلت: ومنه يتبين أن المسألة خلافية وليست مسألة إجماعية كما يصورها البعض، كما أن هذه الآية الكريمة ليست دليلا على الصراط المراد الذي هو جسر منصوب على متن جهنم، فكيف يستدلون بها على الجسر؟!
وقد جاءت لفظة (الورود) في القرآن بمعنى الدخول قال تعالى (أنتم وما تعبدون من دون الله حسب جهنم أنتم لها واردون) الأنبياء: 98.
قال الإمام الرازي في " تفسيره " (11 / 223): " (إنكم) خطاب لمشركي مكة وعبدة الأوثان ".
وقال الإمام الرازي في حق المؤمنين في " تفسيره " (11 / 227):
" (أولئك عنها مبعدون) أن المراد الذين سبقت لهم منا الحسنى لا يدخلون النار ولا يقربونها البتة، وعلى هذا القول بطل قول من يقول إن جميع الناس يردون النار ثم يخرجون إلى الجنة، لأن هذه الآية مانعة منه... ".
ومن الآيات التي استدلوا بها على وجود الصراط الذي هو جسر قوله تعالى (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون) وهذه أيضا ليس فيها أي دليل على أن الصراط جسر على متن جهنم بل إن هذه الآية تخبر عن حال الكافرين في الدنيا بأنهم استبقوا صراط الغي وسارعوا إليه أي ركضوا في طريق الضلال وتركوا طريق الهدى فكيف سيبصرون الحق ويتبعونه؟! وقد فسرها بذلك سيدنا ابن عباس كما تجد ذلك في التفاسير (أنظر تفسير الحافظ ابن جرير الطبري 12 / 23 / 27) وقال الإمام القرطبي في " تفسيره " (15 / 49):
[قوله تعالى (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى